- Eskişehir Osmangazi Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi
- Volume:11 Issue:2
- أثر زلازل تركيا في الشعر العربي
أثر زلازل تركيا في الشعر العربي
Authors : Youssoufa Soumana, Harun Özel
Pages : 1043-1070
Doi:10.51702/esoguifd.1476492
View : 46 | Download : 75
Publication Date : 2024-09-15
Article Type : Research Paper
Abstract :تعتبر الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الإنسان وسلامته، وتلحق أضرارا بالأرواح والأموال. وعلى الرغم من أن الأدب منبثق من الأحداث الاجتماعية والثقافية والتاريخية، وأنه مرآة مهمة تعكس الحياة الحقيقية في مختلف جوانبها للمجتمع، إلا أن وصف الزلزال لم يرد في الشعر الجاهلي ولا في شعر عهد صدر الإسلام. والسبب وراء ذلك يحتمل أن يكون هو عدم وقوع أي كارثة زلزالية مدمِّرة في تلك الفترتين، حتى جاء القرن السادس الهجري الذي هو نقطة انطلاق الاهتمام بموضوع الزلزال في الشعر العربي، حيث وقعت في هذا القرن زلازل متعددة في منطقة بلاد الشام إلى حد كبير لفت انتباه شعراء تلك الفترة، فشرعوا يكتبون قصائد تصور جوانب شتى لهذه الكارثة المدمرة لحياة الإنسان. ومن أوائل الشعراء الذين وصفوا الزلازل في العالم الإسلامي أسامة بن منقذ (ت. 584/1188)، وصناجة الدوح، وابن دانيال الموصلي (ت. 710/1310). والشاعر صناجة الدوح في قصيدته عن زلزال ضرب مصر في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله منصور بن العزيز (996-1021) يشبّه الزلزال بإنسان راقصٍ ليشير إلى أن هذه الكارثة الطبيعية حدثت لا لإيذاء الناس، بل للاحتفال بعدالة ممدوحه حاكم مصر. وهكذا اغتنم الشاعر هذه الكارثة فرصةً لمدح حاكم تلك الفترة بطريقة غريبة عجيبة. وتناول الشعراء العرب أيضا الزلازل التي حدثت في الوطن العربي الذي خضع للحكم العثماني بعد عام 1517. وفي العصر الحديث تجاوز الشعراء حدودهم الجغرافية ولم يعتبروا اللغة واللون والعرق مانعا لأن يصفوا الزلازل التي كانت تقع في دول أخرى مثل إيطاليا واليابان وتركيا. ومن أبرز هؤلاء الشعراء شاعر النيل حافظ إبراهيم وأمير الشعراء أحمد شوقي. وقد كتب الشاعر حافظ إبراهيم قصيدة طويلة مكونة من 58 بيتًا عن الزلزال الذي ضرب مدينة مسينا الإيطالية عام 1908. والشاعر مع أنه علم بهذا الزلزال المسبِّبِ لمقتل أكثر من ثمانين ألف شخص عبر الصحف والإذاعة، إلا أنه بعواطفه الإنسانية القوية وخياله العميق الواسع استطاع أن يصف الحدث وصفا مفصلا يجعله كأنه عايَن الحدثَ، وعاشه عيشة مباشرة. وأما الشاعر أحمد شوقي فقد كتب قصيدة يتضامن فيها بمشاعره الحزينة مع أهل اليابان الذين أصيبوا بالزلزال عام 1923م. ولما كانت تركيا من المناطق الزلزالية فقد تعرضت في السنوات الأخيرة لمرات عديدة من الزلازل المدمرة، منها ذلك الزلزال الذي عصف بمدينة أرزنجان في عامي 1939 و1992، وزلزال غولجوك سنة 1999، وزلزال بنغول سنة 2003، وزلزال كهرمان مرعش في العام الماضي 2023، الذي خلّف أضرارا كبيرة في إحدى عشرة مدينة تركية، وامتدت آثاره إلى الأراضي السورية. وبالطبع أن تلهم هذه الكوارث بعض الشعراء العرب قصائد يعبرون فيها عن مشاعرهم الإنسانية، ويوثقون فيها المآسي والخسائر التي تخلفها الزلازل، كأمثال محمد تقي الدين المطلبي، ومحمود حسن إسماعيل، وأحمد علي سليمان عبد الرحيم، وغيرهم من الشعراء الذين تناولوا الزلازل التركية. استخدم محمود حسن إسماعيل الذي هو أحد هؤلاء الشعراء فن التجسيد والتشخيص في قصيدته المنظومة في زلزال أرزنجان الكبير الذي حدث عام 1939، ليحاور الزلزال ويتهمه ببث الرعب في الناس وتدمير منازلهم. ثم شبّه الزلزال أيضا بالظالم القاسي الذي يسفك الدماء ويسعى في الأرض فسادا، لأنه أردى الناس قتلى وجرحى تحت الركام والأنقاض. وعليه، فقد تناولت هذه الدراسة نبذة مختصرة عن الزلازل في الشعر العربي، ثم الزلازل التي حدثت في تركيا وانعكاساتها على الشعر العربي. واتُّبِع في الدراسة المنهجُ الوصفي التحليلي للقصائد المختارة التي تناولت زلازل المنطقة، ثم قيِّمت هذه القصائد من حيث واقعها التاريخي وبعدها العاطفي واللغوي. وفي ختام الدراسة فقد سُردت النتائج التي تم الحصول عليها.Keywords : Arap Dili ve Belagati, Edebiyat, Şiir, Etki, Deprem, Türkiye